الخميس، 8 سبتمبر 2016

إهداء كتاب لستم أحفادي

إهداء


أهدي

 هذا الكتاب إلى الإنسان العظيم الذي رباني، وعلمني أن أمة بلا تاريخ أمة بلا مستقبل، وأن إنسانا لم يتعلم التاريخ والجغرافيا لم يتعلم شيئا فمن التاريخ نتعلم ألا نكرر أخطاء الماضي، ومن الجغرافيا نعرف قيمتنا بين الأمم، وإمكانياتنا المتاحة، وندرك حجم المؤامرات التي يمكن أن تُحاك لنا .
أهدى هذا الكتاب إلى والدي الذي زارني في منامي أثناء كتابة هذا الكتاب، يقول لي اكتبي فأنا أقرأ ما تكتبين، أهديه إلى من علمني أن الدين لا إفراط ولا تفريط ، فنحن أمة " اقرأ " ، فعلينا أن نقرأ
أهديه إلى من جعلني أجوب معه موانئ العالم وأنا جالسة في مكاني، تعاملت مع كل شعوب الأرض تعرفت على ثقافاتهم المختلفة وأنا لم أقابل أحدا منهم وكأنني كنت أرى العالم بعينيه وأسمعه بلسانه .

أهديه إلى والدي قبطان بحري

محسن أحمد حسين عبد السلام

رحمه الله رحمة واسعة






حفل توقيع كتاب لستم أحفادي



بقاعة القمر مساء يوم 27 اغسطس 2015 أقيم حفل توقيع كتابي يوميات فى السيرك ولستم أحفادى بقلم ناني محسن بحضور كبير لنجوم الادب والفكر والاعلام ببورسعيد حيث شهدت منصة التوقيع تقديم رائع وكلمة افتتاحية من الدكتور أحمد يوسف عزت استاذ الادب العربي الحديث بكلية الاداب جامعة بورسعيد (أتون) الادب والخلق والابداع وكانت الكلمة النقدية الاولى للدكتور الاديب والشاعر والسيناريست السوري الكبير الدكتور محمد خير الحلبي والتى تناول فيها بالنقد كتاب يوميات فى السيرك ثم كلمة الاستاذ الفنان والشاعر والاديب ابن بورسعيد الفنان أحمد سليمان والتى تناول فيها نقد لكتاب لستم احفادي ثم كلمة الشاعر والصحفى ورئيس اتحاد الكتاب لفرع القناة وسيناء الاستاذ ابراهيم عطية والذي تحدث عن تجربة الكتابة وما تحملة من جرأة فى الاقدام على الكتابة وتناول الموضوعات

تخلل الحفل عزف على القانون للدكتور الفنان والموسيقار سمير القمري استاذ الموسيقى بكلية التربية جامعة طنطا ثم تبع ذلك كلمات للاعلامي الدكتور ايمن خضر كبير مخرجي ومذيعى تليفزيون طنطا والتى تحدث فيها عن اهداء كتاب لستم احفادي ثم كلمة الاستاذ الكاتب والمؤرخ البورسعيدي المهندس محمد بيوض حيث تحدث عن تصحيح تاريخي عن العدوان الثلاثي على بورسعيد ثم كلمة الاستاذ المستشارالاعلامي ومدير مكتب الوفد بالكويت الاستاذ عبد المنعم السيسي حيث تحدث عن ضرورة استعادة المصريين لامجاد اجدادهم القدماء لتعود مصر لسابق عهدها  ثم كلمة الشاعر والفنان الاستاذ سكرتير حى الشرق ان ذاك الاستاذ هاني حبيب حيث تحدث عن ما يحملة كتاب لستم احفادي من الفة ومحبة جمعت بين المسلم والمسيحي فى اطار من الترابط واحترام الاديان .

وفى كلمة ابدعت فيها الام التى تعبت وسهرت على الرعاية والتربية قالت الاستاذة نديرة محمد بيوض والدة ناني محسن كلمة اثنت فيها على الوالد محسن احمد عبد السلام صاحب الفضل الكبير والاب الثاني الجد وهو والد الاستاذة نديره لما لهما من فضل فى تربية الابنة وان لم يكونا على قيد الحياة ليشهدا ذلك اليوم

وفى لافتة طيبة وتقدير من الاستاذ الصحفى والاعلامي طارق الغنام رئيس تحرير موقع صدى بورسعيد فقد قدم عقب كلمات النقد درع موقع صدى بورسعيد تقديرا وتكريما منه

وفى منتصف الحفل اقيم احتفال بعيد ميلاد الكاتبة نانى محسن الاربعين والذى وافق حفل التوقيع بحضور نجم السيرك العالمي الفنان روما اليماني بطل اليوميات ونجلة الكاتب والاديب الاستاذ محمد اليماني والاستاذ الفنان الشاعر والاديب سامي الوكيل (سفير النوايا الحسنة حاليا)

فى ختام الحفل قدم الفنان المبدع ذو الصوت الشجي الفنان المطرب والموسيقار محمد حافظ فقرات غنائية مصاحبة لعزف على العود كذلك شمل الحفل عرض للتنوره

وفي توثيقين راقيين للدكتور أحمد يوسف عزت للحضور بالحفل تم توثيق الحفل بقلمة كما ابدعته يداه وقبل ان اترككم مع كلمات الدكتور احمد عزت اوجه الشكر لمن لم تسعف الذاكرة دكتور احمد عزت ذكرهم لكثرة الحضور وهم

·         الفنان الاديب والناقد الاستاذ ناصر العزبي مدير عام الثقافة ببورسعيد ان ذاك و(مدير عام الثقافة بالجيزة حاليا) وان لم يحضر الحفل لظروف خاصة ولكن جزيل الشكر للدعم والتشجيع الدائم
·         الاستاذ الفنان وبجدارة وصاحب الفضل لمراجعة الكتب واعدادها للنشر الاستاذ محمد صابر
          الاستاذ الخلوق المخلص دائما ا. أيمن عيد مدير دار الاسلام للطباعة والنشر 
·         الفنان الكاتب المبدع دائما الاستاذ محمد الناغي الذى حرص على الحضور والتشجيع
·         الفنان الاستاذ الاديب والشاعر محمود الديدامونى الذى حرص على عمل دراسة نقدية للاعمال والحضور ومداومة التشجيع
·         الاعلامية الاستاذ رانيا السادات ( عيون بورسعيد ) العضوة البرلمانية حالياُ
·         الاستاذة الصحفية والاعلامية منى يوسف
·         الاستاذة الصحفية منار سعد عن موقع جيل الثورة ومؤسسة بورسعيد اليوم  


كما أتوجه بشكر خاص الدكتور علاء الدين فتحي نائب مدير عام التأمين الصحي لفرع القناة وسيناء وحرمه الدكتورة نهلة هريدي مديرة اللجنة الطبية والسادة الزملاء المخلصين بل الاخوة الاوفياء جميعهم واخشى ان اسميهم فانسي احدهم

واخيرا وليس اخرا شكرا أمي شكرا عمي على عبد السلام وعمي محمد عبد السلام نيابة عن أبي شكرا اختى ايمان الحبية واخى محمد عبد الله شكرا لكل اهلى وعائلتى وقفتم الى جواري فأنا بكم لا اكون تحياتى وقبلاتى لكم جميعا 

وشكراً لكل من شرفني فى هذا الحفل اعجز عن صيغ كلمات شكر تليق بما لمسته فيكم من اخلاص وود وحب ...

اخيرا كلمات دكتور احمد يوسف عزت عن الحفل

الكلمة الاولي :

الأديبة، والصحفية، والإعلامية، والمبدعة البورسعيدية الغالية، رفيعة القدر:
أ. ناني محسن عبد السلام...
لقد بعثرت (بعثرة تامة) حروف اللغة الإنسانية الروحية: حرفا... حرفا عَلِّي أستطيع أن أعثر (بعد تنقيبي المجهد الشاق) عن تعبير أدبي خالص يليق بشخصكِ المذهل، الفذ، الذي شرف الإبداع البورسعيدي والمصري! فلقد جمعتِ (سيدتي الفُضلى) الأحبة، في إطار روحي (وليس صورة فوتوغرافية) ، إنني أعتبرها (أقصد لقطات ومشاهد هذا اليوم الميمون) رحيق مشوار الصداقة والأخوة الكبير إذ إنكِ (بنفس هادئة، راقية، خلوق) استطعتِ جمع أصدقائي الرائعين، وهم:

- المستشار الرياضي، والحكم الدولي، والفنان الأصيل، والمناضل البورسعيدي القدير، الكابتن المبهر: عماد يوسف (وإنه لصديق غالٍ حبيب، يسكن أوردة الروح)...
- الفنان المسرحي الأسطوري، والأديب، والشاعر، والمناضل البورسعيدي الهمام: أ. محمد عبد السلام أبو زيد (إنه لا يسكن قلبي وحسب؛ بل إنه هو قلبي نفسه!)...
- الفنان المسرحي البورسعيدي الكبير، والرجل البورسعيدي المحترم: أ. هشام مصطفى رضوان (صديقي الروحي، وعميد كلية الدماثة الإنسانية، والقيم الرفيعة)...
- الفنان المسرحي المبدع، والأديب، والشاعر، والكاتب المسرحي البديع: أ. غريب صبحي أبو زهرة (خليل الروح والوجدان، الذي تتشكل رئتي من وحي زفراته الطيبة)...
- الفنان السينمائي، وشاعر الكاميرا، والقاص والأديب: أ. أشرف الشناوي (الذي يستوطن خلاياي بحبه، وخفة ظله، وذكاء عقله البراق)...
- أعظم مصوري الفوتوغرافيا، الفنان، والإعلامي، والصحفي، والمناضل العظيم: أ. مصطفى خليل (حبيب كل ذرة حية في كياني، إنه مؤرخ الصورة، الذي سجل كل تاريخي بعدسته العبقرية)...
- الفنان والأديب المصري (نجل فنان السيرك العظيم روما): أ. محمد اليماني (رجل يمتلك أخلاق النبلاء، الرائعين، الغاليين، الكُرماء، الفُضلاء، الخُلصاء)...
- الشاعر، والأديب، والمناضل البورسعيدي العملاق: أ. أحمد سليمان (الصديق والأخ الفِطَحل، الذي أحبه حبا عاتيا، يتجدد مع إشراقة كل صباح، إنه أهم إنجازات البحر العبقري)...
- الشاعرة الوجدانية، والصديقة، والأخت الغالية الرقيقة، والمناضلة العربية الراقية: أ. سيدة الشولي (إنها حصاد كفاح المبدعة العربية، على مدى عشرات السنين)...
- الأخت المهذبة المتميزة عالية القدر والمقام: أ. إيمان محسن عبد السلام (شقيقتكِ المذهلة، التي رأيتها تنظر إليكِ، أثناء الحفل نظرات تمتليء بالمحبة، والرقي، والتفاهم)...
- وأخيرا وليس آخرا الأم الفذة ذات الأدب والإبداع (أ. نديرة)... إنها رقم خاص جدا، في معادلة: النبوغ، والتميز، والعظمة المتأججة إنها أم مثالية لبورسعيد كلها... بل إنها وبورسعيد... أسطورة واحدة خالدة!
مودتي الاستثنائية غير المحدودة لـــ (أ. ناني محسن عبد السلام) رائدة الإبداع متقدة الموهبة، التي سيتذكرها البورسعيديون... دائما أبدا
آتون...


الكلمة الثانية :

الأديبة والإعلامية العبقرية الذكية المُبدعة: أ. ناني محسن عبد السلام...
كان (بالفعل) حفل توقيع بورسعيدي النكهة والمذاق، عملاقا، مُدويا، أسطوريا ربما لم تشهد (بورسعيد) حفلا مُماثلا، منذ عقود بعيدة ذلك أنه قد اجتمع له، واحتشد لأجله نفر من نُبَغَاء ومُبدعي بورسعيد الأفذاذ الاستثنائيين، ومنهم:
- الشاعر والأديب: أ. أحمد سليمان
- الصحفي والإعلامي: أ. طارق الغَنام
- الشاعر والسيناريست السوري: د. محمد خير الحَلَبي
- الفنان والإعلامي: أ. أيمن خِضر
- الإعلامي المصري: أ. عبد المنعم السيسي
- الأديب والإعلامي: أ. إبراهيم عطية
- المخرج السينمائي: أ. أشرف الشناوي
- المثقف والمفكر: أ. عماد عبد الفتاح يوسف
- الفنان المسرحي والأديب: أ. محمد عبد السلام أبو زيد
- الفنان المسرحي والسينمائي: أ. هشام مصطفى رضوان
- الفنان المسرحي والأديب: أ. غريب صبحي كامل أبو زهرة
- المثقف المصري: أ. أيمن محمد عيد
- الفنان المصري والأديب: محمد روما اليماني
- الشاعرة والأديبة: أ. سيدة الشولي
- المصور الصحفي والفنان: أ. مصطفى خليل
- الموسيقار القدير: أ. محمد سلامة
- الفنان والموسيقي: أ. محمد حافظ
- المؤرخ البورسعيدي: م. محمد بيوض
- الإعلامي والمسرحي: أ. سامي الوكيل
- الفنان المسرحي: أحمد سامح
وغيرهم كثير... كثير !
مودتي القصوى، لشخصكِ المتألق العظيم
آتون...





د. احمد يوسف عزت 


الفنان روما اليماني

الفنان كابتن محمد اليماني والحكم الدولي كابتن عماد يوسف


الاديب والشاعر والسيناريست السوري د. محمد خير الحلبي


الشاعر الفنان أحمد سليمان 


الكاتب ابراهيم عطية رئيس اتحدا الكتاب لفرع القناة وسيناء والشرقية


الاعلامي رئيس تحرير شبكة صدى بورسعيد الاخبارية الاستاذ طارق الغنام 


كبير مذيعي ومخرجي تليفزيون طنطا الاعلامي د. ايمن خضر


الدكتور سمير القمري استاذ الموسيقى بكلية تربية نوعية بطنطا


المطرب والملحن الفنان محمد حافظ 


الشاعر والاعلامي والفنان ا. سامي الوكيل 


المؤرخ البورسعيدي المهندس محمد بيوض 


الصحفي والاعلامي مدير مكتب الوفد بالكويت المستشار الاعلامي عبد المنعم السيسي




الاديب الفنان الاستاذ محمد الناغي 



الشاعر الاستاذ هاني حبيب سكرتير حي الشرق



مخرج ومعد الكتاب الاستاذ محمد صابر أبو العلا


الاستاذ أيمن عيد مدير دار الاسلام للطباعة والنشر


الشاعر والكاتب والناقد الاستاذ محمود الديدموني


الشاعرة الكبيرة الاستاذة سيدة الشولي


الشاعر والكاتب المسرحي الفنان غريب صبحي


الشاعر والاديب الاستاذ محمد أبو زيد


الفنان الشاعر الغنائي الاستاذ حسن العربي


المخرج والاديب الاستاذ أشرف الشناوي


الاعلامية والعضوة البرلمانية حالياً الاستاذة رانيا السادات

الدخول لالبوم صور الحفل 


بقلم ناني محسن عبد السلام

الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

الإخراج الفني والإعداد: الاستاذ محمد صابر أبو العلا

الإخراج الفني والإعداد:
محمد صابر أبو العلا


مع خالص شكري وتقديري 
للجهد الكبير والتشجيع والدعم المخلص
من الاستاذ محمد صابر
أستاذ التعليم الصناعي بالتربية والتعليم سابقاً
وشريك أغلب الاعمال الادبية 
لادباء وشعراء بورسعيد

دار الاسلام للطباعة والنشر


خالص الشكر الى 
الاستاذ ايمن عيد مالك ومدير 
دار الإسلام للطباعة والنشر ـ المنصورة
01222614363   ــ   0500266220

Ayman_ eid_74@yahoo.com

لما يبذله من جهد في اخراج مطبوعات المكتبة في أفضل صورة 
وتعاونه الدؤوب لتقديم رسالة ثقافية للمجتمع

قصيدة اسلمى يا مصر

للشاعر مصطفى صادق الرافعي

اسلمى يا مصر إننى الفدا 
ذى يدى إن مدت الدنيا يدا
أبدا لن تستكينى أبدا
إننى أرجو مع اليوم غدا

ومعى قلبى وعزمى للجهاد
ولقلبى أنت بعد الدين دين
لكى يا مصر السلامة
وسلاما يا بلادى

إن رمى الدهر سهامه
أتقيها بفؤادى
واسلمى في كل حين
أنا مصري بنانى من بنى

هرم الدهر الذى أعيا الفنا
وقفة الأهرام فيما بيننا
لصلوف الدهر وقفتى أنا

في دفاعى وجهادى للبلاد
لا أميل لا أمِل لا ألين
لكى يا مصر السلامة
وسلاما يا بلادى
إن رمى الدهر سهامه
أتقيها بفؤادى
واسلمى في كل حين

ويك يا من رام تقييد الفلك
أى نجم في السما يخضع لك
وطن الحر سمًا لا تمتلك
والفتى الحر بأفقه ملك

لا عدا يا أرض مصر بكى عاد
أننا دون حماكى أجمعين
لكى يا مصر السلامة
وسلاما يا بلادى
إن رمى الدهر سهامه
أتقيها بفؤادى
واسلمى في كل حين

للعلا أبناء مصر للعلا
وبمصر شرفوا المستقبلا
وفدًا لمصرنا الدنيا فلا
نضع الأوطان إلا أولا
جانبى الأيسر قلبه الفؤاد
وبلادى هى لى قلبى اليمين
لكى يا مصر السلامة
وسلاما يا بلادى
إن رمى الدهر سهامه
أتقيها بفؤادى
واسلمى في كل حين

مقدمة كتاب لستم أحفادي


مجموعة قصصية ، بدأت بقصة قصيرة كُتبت في يوم الأربعاء 23 سبتمبر 2010 ، لقد كانت أحوال المصريين لا تنذر بخير في جميع نواح الحياة ، الأحوال المعيشية متدنية ، الأمراض الخطيرة متفشية ، خاصة بعد ما عُرف بصفقة الحبوب المُسرطنة ، وتلوث مياه الشرب ، وانتشار عدوى فيروس سي ، مع وجود رعاية صحية مُتدنية ، القمامة أصبحت أهم معالم الشوارع المصرية ، وسط كل هذا كانت أرواح الكثيرين تطوق إلى الماضي بكل ما فيه من رقي ، وعظمة ، وراية خفاقة لوطن كان ملء السمع والبصر ، لكن هيهات أن تنعم بتلك الاستراحة والفسحة التاريخية ، ستسمع أصواتا عالية تقول لك احترس لسنا أحفاد الفراعنة ، فماذا سيحدث لو أستيقظ الفرعون من رُقاده وشاهد أحوال مصر؟! ، بلا شك سيقول لنا  " لستم أحفادي " .
الفراعنة في أذهان البعض ما هي إلا مجموعة من البشر كونوا جيشا يرأسه الفرعون ، راكباً عجلته الحربية ,لا يفعل شيء سوى المعارك ، فتلخصت الحضارة الفرعونية في معارك , وأهرامات , وتمثال كبير قابع إلى جوارهم ، فضلاً عن المعابد , والتماثيل , والمسلات ، أما القيمة الإنسانية والعلمية لتلك الحضارة , فلا يعلم أحد عنها شيئا . 
رؤية مبتورة , ساهمت في صناعتها المناهج الدراسية المعتمدة على حشو أذهان الطلاب بعدد من تواريخ المعارك , وأسماء أهم الآثار المصرية , دون التطرق إلى القيم الإنسانية لهؤلاء البشر , ومدى تفوقهم وريادتهم في سائر العلوم والفنون ، رؤية مبتورة , ساهم في صناعتها أيضاً العاملين بالحقل الفني والثقافي , حتى باتت تلك الحضارة مُهمشة ، وأصبحنا نصفق لاختراعات الغرب التي تكون في كثير من الأحيان مستوحاة من حضارتنا القديمة ، رؤية ترسخت في ذهن المواطن المصري فبات شاعراً بالضآلة وهو صاحب حضارة تصل إلى ستة عشر ألف عام مثبتة علمياً لدى علماء المصريات ، وليس سبعة آلاف عام كما يزعم البعض . 

وبهذا كانت القصة الأولى في هذا الكتاب عن المصري المعاصر , عندما يقف في مواجهة مع الماضي البعيد ، مواجهة خلفت شعوراً بالمرارة والألم لما وصل إليه حال مصر وأبنائها .
وتمضى أحداث القصة التي ساقتها أقدار الواقع إلى أن يقف الفرعون ذاته شاهداً على أحداث ثورة 25 يناير ليلة جمعة الغضب، ثورة على كل الأوضاع التي رفضها عقل الفرعون ، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن أن يشهد الفرعون تحطيم التاريخ والتراث وسرقته ونهبه ، خزائن تتكسر، جماجم تلقى على الأرض تدهسها الأقدام ، فماذا يكون مستقبل أمة لا تعرف قيمة ماضيها ، فتتساقط دموع فرعون مصر حزناً وأسفاً على أحفاد تدمر التاريخ وتبيع إرث الأجداد بثمن بخس لأعداء الوطن ، فلازالت روحه تصرخ  " لستم أحفادي " .
لكن أبناء الوطن الشرفاء لا ينضبون، فيظهر الشباب الشريف الذي يقف حائطاً بشرياً لحماية تراث الوطن، ويظهر البطل المصري الأثري " محمد عبد الرحمن " ليُعيد الآثار المنهوبة ، ولأن السعادة دائما لا تكتمل في مصر تغفل الدولة عن تكريم " محمد عبد الرحمن "، يوم زيارة رئيس الوزراء " عصام شرف " لوزارة الداخلية لتكريم ضباط شرطة الآثار، ومن خلال مساعي العاملين بالحقل الأثري تم تكريم هذا البطل بجامعة الدول العربية لكي لا يغضب الفرعون مرة ثالثة ويقول لنا  " لستم أحفادي " .

ونتوقف طويلاً في قصة  "شارع رمسيس" والتي سميت بذات اسم الشارع القاهري والذي يقع في امتداده متحف الآثار المصرية ، وعلى جانبي طريقه الكثير من المحال تحمل أسم الشارع، بهذا الشارع يعيش أبناء مصر المحروسة ممن يطلق عليهم أولاد البلد، منهم التاجر والموظف، ورجل الدين، ومنهم أيضا أحد العاملين بالقطاع السياحي من الذين أثرت الثورة تأثيراً بالغاً على أحوالهم المادية والمعيشية ، فيضطر إلى مغادرة البلاد ، وفى الخارج سرعان ما ينجح المصري وتتجلى حقيقة معدنه النفيس فيظهر عملاقا شامخا ، أبهر العالم بحضارته الفرعونية والإسلامية ، عندما كان دارساً وباحثاً متمكناً ظهرت عظمة الإنسان المصري على سائر جنسيات العالم .

ثم نتوقف في المحطة الأخيرة عند قصة "  ماريونيت  " التي تروى لنا عن واقع مفزع نعايشه , ومشاهد مروعة أصبحت مفروضة علينا وعلى العالم من بعض شرار البشر ممن يسمون " داعش " , يدعون أنهم يملكون صحيح الإسلام ، وكأن الله لم يهد سواهم ، نتوقف عند تشويه الإسلام والعمل ضده تحت راية الإسلام ، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله ، فتنتفض مشاعر من تمسكوا بسماحة ووسطية الإسلام , وهدي محمد صلى الله عليه وسلم ، ويقولون ما هذا بإسلام ، بل انتفض التاريخ كله بسائر عصوره ، بل بكل من فيه من عظماء المسلمين ، ليبعثوا لنا برسالة واحدة مفادها كلمتان " لستم أحفادنا " 

أيها الإنسان المصري المعاصر ، الفرعون يصرخ ويقول لك " لستم أحفادي " دون أن ينتظر أن يسمعها هو منك 
أيها الإنسان المسلم المعاصر، رموز التاريخ الإسلامي ينتفضون ويقولون لك " لستم أحفادنا  " فلا تتحدثوا عنا

والآن عليك أن تقرأ أولاً لتعرف من أنت , وماذا تريد أن تكون ، عليك أن تقرأ التاريخ ، تاريخ مصر ، وتاريخ الإسلام ، فإما أن تصبح إنسانا يفخر به أجداده , وإما تصبح ملعوناً منهم ، تسير في ظلمات تتخبط فيها، وتُذكر ملعونا في صفحات التاريخ
                                                                                                                                                                                                                                            ناني محسن      
14مارس 2015 الساعة 7 مساء 

قصيدة وطني

لشاعر النيل حافظ ابراهيم
---------------------------

كـم ذا يُـكـابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي فـي حُـبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّـــاقِ
إِنّـي لَأَحـمِـلُ في هَواكِ صَبابَةً يـا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطــواقِ
لَـهـفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً يَـحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقـــي
كَـلِـفٌ بِـمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ بِـالـبَـذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفــــاقِ
إِنّـي لَـتُـطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً طَـرَبَ الـغَـريبِ بِأَوبَةٍ وتَلاقــي
وَتَـهُـزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى بَـيـنَ الـشَمائِلِ هِزَّةَ المُشـــتاقِ
مـا الـبـابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها وَالـشَـربُ بَـينَ تَنافُسٍ وَسِبـــاقِ
وَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي وَالـبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقـــي
بِـأَلَـذَّ مِـن خُـلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ قَـد مـازَجَـتهُ سَـــــلامَةُ الأَذواقِ
فَـإِذا رُزِقـتَ خَـليقَةً مَحمودَةً فَـقَـدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّـــ ـمُ الأَرزاقِ
فَـالـنـاسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا عِـلـمٌ وَذاكَ مَــــــكارِمُ الأَخلاقِ
وَالـمـالُ إِن لَـم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً بِـالـعِــــــلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالـعِـلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ تُـعـلـيـهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخـــــفاقِ
لا تَـحـسَـبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ مـا لَـم يُـتَـوَّج رَبُّــــهُ بِخَلاقِ
كَـم عـالِـمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً لِـوَقـــــيـعَـةٍ وَقَـطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَـقـيـهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ لِـمَـكـــــيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَـمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ كَـالــــبُـرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَـدعـونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا أَنَّ الَّـذي يَـدعونَ خِــدنُ شِقاقِ
وَطَـبـيـبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ مـا لا تُـحِـلُّ شَـــريعَةُ الخَلّاقِ
قَـتَـلَ الأَجِـنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً جَـمَـعَ الـدَوانِقَ مِــن دَمٍ مُهراقِ